مشروع الكويت لمن أحبها
المقدمة :
تقف الكويت اليوم في مرحلة دقيقة وحرجة في ذات الوقت من تاريخها ففي ظل المعطيات الحالية تعد تلك المرحلة بما تحمله من تحديات ووفرة في الموارد فرصة استثنائية قد لا تتكرر وتفرض الأوضاع الحالية علينا ضرورة التحرك وبقدر من المسئولية في التعامل مع عظم خطر التحدي الذي أصبح يواجه مستقبل هذا البلد حيث أصبح الاقتصاد المحلي عاجزا في ظل الأنماط الحالية للتنمية عن إيجاد بدائل ملائمة لتنويع الهيكل الاقتصادي وتخفيف الاعتماد المفرط على النفط ومن ثم فإنه وأخذا في الاعتبار طبيعة التحديات الحرجة التي تواجهها دولة الكويت ما لم تتخذ مجموعة من القرارات الحيوية في إطار خطة إستراتيجية ديناميكية تهدف إلى نقل الكويت بأمان إلى مرحلة ما بعد النفط فإن مستقبل الأجيال القادمة قد يصبح على المحك وقد يحيط به قدر كبير من المخاطرة بل وقد لا أبالغ إذا ما قلت إنه ما لم يتم التعامل بالجدية المناسبة مع الحدث فإن استمرار الكويت ككيان مستقل يملك موارده وقراره المستقل في حقبة ما بعد النفط قد يصبح أمرا تحيط به الكثير من الشكوك الأمر الذي يستوجب تضافر كافة الجهود الوطنية المخلصة التي تنحي مصلحتها الضيقة الخاصة جانبا وتأخذ في الاعتبار المصلحة العليا للوطن وأجياله القادمة في الأساس لمعالجة الشلل الذي تعاني منه جهود التنمية حاليا بدولة الكويت ذلك أن التاريخ لن يرحم الأجيال الحالية بصفتها أكثر الأجيال التي مرت على الكويت أنانية وحبا لذاتها حيث سعت لتعظيم مصالحها الضيقة وإلتهمت الوفرة التي صاحبت الحقبة النفطية بالشكل الذي أدى إلى إهدار لتلك الثروة دون أدنى اعتبار لمستقبل ورفاهية ومصلحة الأجيال القادمة.
لا يستقيم الحديث عن التنمية إلا بإرفاقها بالإنسان وجعل هذا الأخير محورها الرئيسي ومركزها الأساسي فالإنسان هو أداة وغاية التنمية حيث تعتبر التنمية البشرية النمو الاقتصادي وسيلة لضمان الرفاهية للسكان بالإضافة إلى أن هذه الأخيرة ما هي إلا عملية تنمية وتوسيع للخيارات المتاحة أمام الإنسان باعتباره جوهر عملية التنمية ذاتها أي أنها تنمية الناس بالناس وللناس.
وتتحقق التنمية البشرية من خلال جملة من المعطيات التي تتفاعل مع مجموعة من العوامل والمداخلات المتعددة والمتنوعة من أجل الوصول إلى تحقيق تأثيرات وتشكيلات معينة في حياة الإنسان وفي سياقه المجتمعي وهي حركة متصلة تتواصل عبر الأجيال زمانا وعبر المواقع الجغرافية والبيئية على هذا الكوكب مكانا.
ونظرًا لأن البشر هم الثروة الحقيقية لأي دولة فإن قدراتها تكمن فيما تمتلكه من طاقات بشرية مؤهلة ومدربة وقادرة على التكيف والتعامل مع أي جديد بكفاءة وفاعلية فإن تجميع رأس المال البشري وتحويله إلى طاقة وميزة تنافسية عالية ثم توجيهها إلى استثمارات عالية الإنتاجية هو سر نهضة الدول ونموها ويكمن في عقول أبنائها وسواعدهم وثمار ذلك أن تحقق الدول اقتصادا ذا معدلات متسارعة من النمو تفوق أكثر ما هو متوقع باعتبار الفرد داخل المجتمع أغلى رأسمال و أسمى قيمة وبالتالي يكون هو المحرك الرئيسي لكل العمليات التنموية التي تقدم عليها الدولة التي يعتبر في الأول و الأخير منطلقها الإنسان وفاعلها الإنسان و هدفها الرئيسي الإنسان.
ما هي طبيعةالتحديات الحالية :
إن تحليل الواقع الحالي في دولة الكويت يشير إلى أن الكويت بعد ما يقارب النصف قرن على استقلالها تواجه مجموعة من التحديات يمكن الإشارة إلى أهمها كالآتي :
1ـ ما زالت الكويت دولة ريعيه تعتمد على مصدر شبه وحيد للناتج والدخل وهو إنتاج وتصدير النفط الخام والذي شكل منذ اكتشافه العمود الفقري لإيرادات الدولة ولم تفلح الحكومة حتى الآن في إيجاد بديل يخفف من اعتمادها على إيرادات النفط الخام ويقلل من اعتماد الميزانية على هذا المصدر شديد التقلب.
2ـ ما زال القطاع الحكومي هو المسيطر على مجريات النشاط الاقتصادي المحلي وعلى الرغم من فتح المجال أمام القطاع الخاص إلا أن مساهمة هذا القطاع في النشاط الاقتصادي الكلي مازالت محدودة الأمر الذي يؤثر سلبا على دور هذا القطاع كمصدر لفرص التوظيف للداخلين الجدد من المواطنين.
3ـ اختلال هيكل الميزانية العامة وهشاشة هذا الهيكل باعتماد إيرادات الدولة على مصدر وحيد يتسم بالتقلب الشديد في الوقت الذي يميل فيه الإنفاق العام إلى التزايد بشكل مستمر مما قد يعرض الميزانية العامة للدولة لازمة كبيرة في حال تراجع أسعار النفط
4ـ اختلال هيكل السكان والقوة العاملة حيث أصبح الوافدون يشكلون الغالبية في سوق العمل الخاص في الوقت الذي تميل فيه معدلات البطالة بين المواطنين إلى الارتفاع المستمر وهي مرشحة إلى التزايد إلى مستويات مرتفعة للغاية ما لم يتم اتخاذ الخطوات اللازمة للحد من هذا الاتجاه. تم نشر هذه التدوينة برعاية شركائنا.
5ـ استمرار مسلسل الصراع العقيم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والذي للأسف لم يخل في جوانب منه من رائحة مصالح خاصة ضيقة سواء تلك التي تتعلق بالمصالح المادية الخاصة أو تلك التي تتعلق بتأمين القواعد الانتخابية بينما يدفع البلد ثمنا رهيبا لهذا الصراع يتمثل في تعثر جهود النمو وتشتيت الجهود اللازمة لبناء إستراتيجية واضحة ومحددة ترسم مستقبلا واضح المعالم لدولة الكويت وأجيالها القادمة
ملامح المستقبل في ظل استمرار الأوضاعالحالية :
مما لا شك فيه إنه إذا استمرت الأوضاع الحالية في دولة الكويت فإن الأوضاع ستكون مرشحة للسوء بشكل أكبر وبصفة خاصة يتوقع :
1ـ استمرار تزايد اعتماد الاقتصاد الوطني على الإيرادات النفطية خصوصا في ظل غياب أي إستراتيجية واضحة المعالم لنقل الاقتصاد الوطني بأمان لمرحة ما بعد النفط .
2ـ استمرار تضخم القطاع الحكومي وترهله واستمرار تكدس العمالة الوطنية فيه بالشكل الذي سيؤدي إلى إعاقة مسيرة النمو الاقتصادي واستمرار هدر الموارد الوطنية
3ـ استمرار ضعف مساهمة القطاع الخاص وانخفاض قدرته على توسيع أنشطته أو زيادة درجة استيعابه للعمالة الوطنية أو أن يكون قطاعا رائدا في المجالات الأخرى المرتبطة بالاستثمار والإنتاج والتصدير .
4ـ استمرار انتشار الفساد الإداري وتعمق جذوره بالشكل الذي يجهض كافة الجهود التنموية وينشر الإحباط بين الفئات المختلفة من الشعب ويحول دون استغلال الكوادر الوطنية المخلصة والخلاقة.
5ـ استمرار فشل السلطتين في التقارب والعمل بشكل دءوب لتذليل العوائق أمام انطلاق جهود النمو نحو إستراتيجية جديدة للعمل الوطني المشترك للنهوض بمستويات النمو في دولة الكويت
لعل طبيعة التحديات التي تواجه الكويت حاليا وانعكاساتها المستقبلية المحتملة تقتضي تضافر كافة جهود المخلصين من أبناء هذا البلد وتكتل جهود كل من الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لوضع إستراتيجية وطنية جديدة للعمل الوطني المشترك لحماية الاقتصاد الوطني من تداعيات استمرار الأوضاع الحالية على مستقبل الأجيال القادمة وفيما يلي تصورا أوليا لآليات العمل لتك الإستراتيجية في الأجلين القصير والطويل :
ولإيجاد الحلول لابد من الأخذ بعين الإعتبار هذه النقاط الأساسية :
1ـ آليات العملفي الأجل القصير :
2ـ تهيئة البنى التحتية نحو الإنطلاق من مرحلة التحرر الاقتصاديإلى اقتصاد ذاتي الموارد عن طريق :
3ـ آليات العملفي الأجل الطويل :
المشاكل التي تم دراستها وعمل حلول لها :
1ـ مشكلة الغلاء المعيشي .
2ـ مشكلة الإنحراف الشبابي .
3ـ مشكلة الطلاق .
4ـ مشكلة الأزمة المرورية .
5ـ مشكلة النظام التعليمي بدولة الكويت .
6ـ مشكلة تطوير الرعاية الصحية .
7ـ مشكلة الرعاية السكنية .
8ـ مشكلة المرأة الكويتية المتزوجة بغير كويتي ( وأبنائها ) .
9ـ مشكلة البطالة والإهتمام بالموارد البشرية .
10ـ مشكلة التنمية الاقتصادية .
11ـ مشكلات غير محددي الجنسية .
12ـ تطوير المرافق والبنية التحتية .
13ـ القضاء على تجارة الإقامات وحل مشاكل العمالة الوافدة .
14ـ محاربة الواسطة والفساد الإداري وتطبيق القانون .
15ـ تحقيق الأمن ومكافحة الجريمة .
أهداف خطة مشروع الكويت لمن أحبها وعمل وأخلص من أجلها
معا يدا بيد لنساهم في بناء رفعة الكويت على أسس من الفكر الواعي الهادف لمصلحة الكويت أولا ومن أجل الكويت نعمل حكومة وشعبا .
1ـ الفكرة الرئيسية للمشروع المحافظة على الوحدة بين الشعب وحكومتنا الرشيدة ودرأ الفتن عن أرض الكويت .
2ـ الحفاظ على مبادئ الوحدة والديمقراطية باعتبارها ثوابت وطنية وخطوطاً حمراء لا يسمح لأي كان تجاوزها مهما كانت الظروف.
3ـ تنمية التعاون والمحبة بين أبناء شعب الكويت الأبي والبعد عن الخلافات المذهبية والطائفية والقبلية ومواجهتها بالولاء والحب والانتماء إلى الكويت الحرة الأبية والاعتزاز والافتخار بها والسعي الدءوب لرقيها في جميع المجالات.
4ـ معالجة المشاكل التي تواجهنا كشعب وحكومة من خلال دراستها وتقديم مصلحة الوطن أولا بما يخدم بناء الأجيال وتنشئتهم وإيجاد الحلول المناسبة لها ووضع حلول مستقبلية لعدم تكرارها مستقبلا
5ـ غرس روح الولاء للوطن أولا ومراعاة مصلحة الوطن والاجتهاد والعمل على تقدمه في جميع المجالات كل في تخصصه وترك الخلافات والبعد عن إثارة الفتن والتعاون يد بيد مع حكومتنا الرشيدة في المحافظة على وحدتنا .
6ـ ترسيخ ثقافة الإخاء والمحبة بين أبناء الوطن الواحد ونبذ ثقافة الكراهية والبغضاء والانفصالية والمذهبية الخ ومواجهاتها بشتى وسائل التوعية والتعليمية والثقافية .
7ـ ترسيخ الهوية الوطنية ونشر ثقافة الولاء والحب والانتماء إلى الكويت والاعتزاز والافتخار بها بين الأمم والشعوب والتوعية بالإستشعار بأهمية الوطن والعمل على رفعته .
8ـ غرس التنشئة الوطنية بما يخدم بناء أجيال وطنية تفتخر بدولة الكويت وبهويتها ووحدتها وأن نحافظ على هذه الأرض التي أنعم الله علينا بها وتقديم مصلحة الكويت أولا على المصالح الأخرى .
9ـ تنـمية الشـعور الوطني بين كافـة أفـراد المجتمـع لـتأكيد الــولاء والإنتـماء للكويت.
10ـ زيادة الوعي بين أفراد المجتمع والتعريف بحقوقه وواجباته للمشاركة في مسيرة التنمية .
11ـ تعميق مفهوم حب الكويت والإخلاص له وإعلاء قيم المحبة والسلام بين الأفراد .
12ـ غرس قيم إنكار الذات ونبذ التطرف وإعـلاء المصلحة العامة على المصلحة الخاصة .
13ـ تعميق مفهوم التـكاتف والتـأكيد على خلق جبهـة واحدة للإلتفاف حـول الـقيادة في مواجهة من يسيء إلى الكويت في الداخل والخارج .
14ـ تحقيق التكاتف والتآلف بين أفراد العائلة الواحدة في إطار الوحدة الوطنية .
15ـ رفع مستوى الوعي الثقافي والتنويري بين أفراد المجتمع .
16ـ تعميق المفاهيم والقيم الجمالية للإرتقاء بالذوق العام وتغيير السلوك السلبي وتحويله إلى سلوك إيجابي هادف بناء .
17ـ تعميق المشاركة بالفكـر والرأي والحوار البناء الذي يبث روح الأمل لا الإحباط .
18ـ إرساء قيم العدل والشفافية ومبدأ تكافؤ الفرص ونبذ الوساطة .
19ـ دعم وتنمية التثقيف البيئي لدى أفراد المجتمع لمواجهة القضايا البيئية والمشاكل الإجتماعية التي تواجه المواطن وإقتراح الحلول والبدائل وربطها بعوامل التنمية .
20ـ إرساء وغرس القيم الدينية السمحة وتعميق الفهم بدور الدين لتحقيق الوحدة ومن ثم التنمية والسلام .
21ـ دعم وتنمية الحس الأمني لدى أفراد المجتمع وتفعيل العلاقة الإيجابية لدى الأفراد والجهات الحكومية وإحترامها لتحقيق أمن الفرد والوطن .
22ـ السعي إلى تحقيق معدل نمو تكفل الحياة الكريمة للمواطن ومعدلات تضخم منخفضة.
23ـ الاهتمام بالمجالات الاجتماعية وإعطائها الأولوية .
24ـ التوسع في توفير فرص عمل جديدة للقوى العاملة الوطنية.
25ـ تحقيق معدلات التحاق تامة في التعليم العام ورفع الطاقة الاستيعابية للتعليم العالي وتحسين جودة التعليم.
26ـ تطوير قطاعات السياحة والصناعة والأسماك وموارد المياه.
27ـ حفز القطاع الخاص على الاستثمار وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
28ـ تنفيذ استراتيجيه البحث العلمي .
الخاتمة
حب الكويت ليس بترديد الشعارات فحب الوطن ممارسة وحب الكويت بأن نخدمها ونفني عمرنا لأجلها ولأجل أن تنمو وأن نساهم في كل ما نستطيع لرفعة كويتنا وترديد الشعارات أو التجمهر فهذه ليس لها علاقة في حب الكويت.
فحب الكويت يكون بالتعبير الصحيح وما تفعله من أجلها على الوجه السليم والمحافظة على وحدتها ودرء الفتن عن أرضها وتغليب مصلحة الكويت على المصالح الشخصية .
وأن نجتهد في العمل والمشاركة في الأعمال التي تخدم الكويت والكويتيين .
وأتمنى أن ما قمت فيه من دراسات وخطط أتمنى تطبيقها على أرض الواقع أرض الكويت الغالية التي هي خاله لله ثم للكويت أن أكون نفعت بها كويتنا أولا ثم أهلي الكويتيين وأسست بها قاعدة قوية للحفاظ على الوحدة الوطنية وأن تتحقق لي جل ما أتمناه أن تبقى الكويت قوية عزيزة حرة أبية رغم من أبى
رئيسة الجمعية الكويتية للعمل الوطني
بشرى المناع